موضوع: في أول يوم دراسة المدارس ألقت الكرة في ملعب الأهالي! الأحد أكتوبر 04, 2009 5:32 pm
في أول يوم دراسة المدارس ألقت الكرة في ملعب الأهالي! اكتفت بالملصقات الإرشادية وطلبت من أولياء الأمور توفير المطهرات!
في أول أيام العام الدراسي الجديد أمس رصدنا أحوال المدارس واستعداداتها, وسجلنا أوضاع أولياء الأمور والتلاميذ, وفي جولتنا بعدد من المدارس اكتشفنا أن الأهالي لا يزالون متخوفين من انتقال العدوي بفيروس إنفلونزا الخنازير لعدم توزيع الكمامات والمطهرات علي أبنائهم, البعض قال: إن المدارس ألقت الكرة في ملعب أولياء الأمور واكتفت بإلزامهم بإحضار المطهرات والكمامات, وأخلت بعض الحجرات لتحويلها إلي عزل طبي للحالات المشتبه في إصابتها, وتساءل بعض الأهالي: إذا كنا نحن سنشتري الكمامات فلماذا أعلنت وزارة التعليم عن توزيع16 مليون كمامة علي المدارس؟!
الجولة التي قمنا بها لاحظنا خلالها انتشار الملصقات واللوحات الإرشادية لتوعية الطلاب بطرق الوقاية من العدوي, ففي جولتنا بمدارس محافظة الجيزة رأينا توافد العديد من أولياء الأمور علي مدرسة الشهيد جواد حسني الابتدائية, والتقينا بأسماء فتحي والدة إحدي الطالبات, التي قالت: إن هذه المدرسة قامت الدولة بتجديدها وتحديثها من ضمن جملة مائة مدرسة, التي تبنتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك, وهذا العام قاموا بتقسيم الدراسة ثلاثة أيام لكل مرحلة, وفترتين الأولي من الساعة الثامنة صباحا حتي12 ظهرا, ثم تبدأ الفترة الثانية من الواحدة ظهرا إلي الرابعة عصرا, لكن الأهم من تجديدها هو النظافة المتوافرة, وتوفير دورات المياه, وإيجاد غرف عزل من ضمن العيادة الطبية, لكن نتمني أن تظل حالة الاهتمام والنظافة طوال العام وليس فقط في بداية العام الدراسي بسبب الاهتمام الإعلامي نتيجة ضجة إنفلونزا الخنازير, لأننا تعودنا علي أن أي مشكلة تواجهنا نهتم بها في البداية وتنتهي بالإهمال والتكاسل.
وفي مدرسة الوفاء الإعدادية بنين ضمن مجمع المدارس في أبو العلا بمحافظة الجيزة وجدنا حالة استياء شديد بين أولياء الأمور وبدا عليهم القلق والارتباك خوفا من تفشي مرض إنفلونزا الخنازير وإصابة أطفالهم, حيث قال موسي أحمد( موظف) إن ابنه دخل المدرسة ولم يجد أي جداول توضح تقسيم المراحل في الأيام والمواعيد, كما أن المدرسة لم توزع أي كمامات بل طالبت الطلبة بإحضارها حتي يسمح لهم بالدخول والانتظام في العام الدراسي الجديد, وكل ما تم داخل الفصول هو توفير مراوح للسقف فقط, أما باقي التجهيزات فمازالت عالقة حتي تتضح الأمور.
وفي مدرسة محمود عزمي الابتدائية لجأ التلاميذ إلي وضع مناديل ورقية علي أنوفهم مع أهاليهم في انتظار معرفة قرارات المدرسة لبدء الدراسة وتوزيع الكتب الدراسية, لكن الخوف والقلق ظهرا علي وجوههم.
وتقول هانم زينهم.. إحدي أولياء الأمور: إن المدرسة حولت حجرة البواب إلي غرفة عزل لا يوجد داخلها غير سريرين, أما عما قيل حول توزيع كمامات علي التلاميذ وصابونة وفوطة لكل منهم فما هو إلا دعاية وإعلان إعلامي, والأهالي هم الذين يتحملون جميع الأعباء ليشتروها علي نفقتهم الخاصة, ونحن من متوسطي الحال الذين لا نستطيع تحمل مصاريف شراء المطهرات والمناديل والكمامات كل يومين, أو حتي كل أسبوع, والتي يبدو أنها ستصبح بندا دائما علي مصاريف الدراسة, فالكمامات وحدها تصل أسعارها حسب المنطقة والخامة إلي خمسة جنيهات.
وفي مدرسة سيد الشهداء الابتدائية المشتركة تكاتف أولياء الأمور يطالبون بتأجيل الدراسة لمدة شهرين حتي يمر فصل الخريف والجائحة المحتملة, وبسؤال إحدي الأمهات وتدعي صفاء رمضان قالت إنها تبذل قصاري جهدها في توعية ابنتها, لكن التلاميذ يشعرون بالخوف, كما أن قلة العمالة هي التي تؤدي إلي الإهمال في النظافة لأن المدرسة لا تستطيع احتواء هذا الكم من أعداد التلاميذ.
وأضافت أن المدرسة طالبت التلاميذ بإحضار القناع الطبي والأدوات الخاصة بكل منهم, وفي بعض الأحيان تجبر الصغار علي تنظيف فصول المدرسة والفناء في أثناء الفسحة بدلا من توفير العمالة وأدوات النظافة.
أما في مدرسة مدينة الأوقاف الإعدادية بنات والإمام علي فتقول منة الله سيد: إن المدرسة حذرت بتحويل أي طالبة للتحقيق وتحويلها منازل إذا ألقت قمامة في أركان المدرسة, أو أهملت في المحافظة علي التجديدات ونظافة الفصول ودورات المياه, والأمر المدهش هو ارتداء جميع المدرسين الأقنعة الطبية وكأنها مخصصة لهم بدلا من الطلبة!!
وهناك بعض المدارس الخاصة والتجريبية مثل مدرسة النور الإسلامية وزعت ورقة إرشادات لأولياء الأمور وطلبت منهم شراء جميع المستلزمات من كمامات وأدوات مطهرة ومناديل ورقية معطرة حتي تتخلص من مسئولية إصابة أي تلميذ.
وفي مدرسة أبو الفرج الابتدائية امتنع بعض الأهالي عن إرسال أبنائهم في أول أيام الدراسة وتم الاتفاق بينهم علي الاستمرار في ذلك لمدة أسبوعين حتي يتأكدوا من القرارات الوزارية والتزام المدارس بخطة وزارتي الصحة والتعليم لحماية التلاميذ
مخاوف الأهالي وما رصدناه في المدارس عرضناها علي الدكتور مصطفي المحمدي مدير مركز التطعيمات بالمصل واللقاح الذي قال: إن العبء الأكبر يقع علي عاتق الأسرة المصرية في المنزل, لأن الأسرة جهة مؤثرة علي عقل الطفل, كما يجب الارتقاء بالثقافة الصحية لأننا نريد الهدوء وليس ثقافة الذعر, وأناشد الأسرة المصرية الابتعاد عن الزحام ورفع شعار صابونة وفوطة لكل تلميذ, لأنها ما هي إلا سلوكيات وعادات لابد من تعديلها إلي المفهوم الصحيح, لأن مرض الإنفلونزا ما هو إلا إنفلونزا لا أكثر, وفكرة إلزام الأطفال بالبقاء في المنازل أو التقاعس عن الذهاب للمدرسة لا تقلل الخطر, بل علي العكس تماما, فإن الوعي بالنظافة هو ثقافة بين المواطنين والأجيال, وهؤلاء التلاميذ جهاز المناعة لديهم مختلف عن الأطفال الرضع الذين مازالوا يتناولون التطعيمات الواجبة ومناعتهم ضعيفة.
في أول يوم دراسة المدارس ألقت الكرة في ملعب الأهالي!