ذكرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، أن الأمن المصرى يشعر بالقلق تجاه ظاهرة تزايد أعداد الأوروبيين «السلفيين» من أصول إسلامية أفريقية فى القاهرة، والتى يأتون إليها لتعلم اللغة العربية ودراسة الشريعة الإسلامية.
وقالت المجلة فى تقرير لها بعددها الأسبوعى الأخير، إن القلق الأمنى من هؤلاء الأجانب تُرجم إلى وضعهم تحت المراقبة لضمان عدم استغلالهم فى أعمال إرهابية، مشيرة إلى أن الأمن يراقب «عن كثب» جميع النازحين الأصوليين الذين يحملون جوازات سفر أوروبية.
وأرجعت هذا الأمر إلى الاشتباه فى تورط عدد من الأوروبيين مسبقا فى عمليات إرهابية كتفجيرات الأزهر، حيث تم الاشتباه فى اثنين من بلجيكا وفرنسا ذوى أصول تونسية بالوقوف وراء هذه التفجيرات.
وأشارت إلى أن بعض الطلاب الأوروبيين أبدوا استياءهم من معاملة الأمن المصرى تجاههم، حيث نقلت عن أشرف هولنجوى، هولندى من أصل مغربى، ٢٦ عاما، استنكاره لمراقبة الأمن لهم فى المساجد وتفتيش بيوتهم قائلا: «لقد جئت لتعلم لغة دينى، فنحن لا نضر أحدا أبدا، بل نأتى للدراسة والصلاة».
ورصدت المجلة تعدد جنسيات الأوروبيين «السلفيين» ما بين البلجيكية والفرنسية والهولندية والبريطانية، ويقيمون فى حى مدينة نصر، متسائلة عما إذا كان هؤلاء الطلاب يأتون إلى القاهرة لتعلم العربية لأنها لغة القرآن الكريم، أم ليتم إعدادهم للقيام بعمليات إرهابية.
ولفتت إلى أن هؤلاء الطلاب يأتون لدراسة العربية لاقتناعهم بأنه «لا يمكن فهم الرسالة الحقيقية للدين الإسلامى، إلا بإتقان لغة القرآن الكريم ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم»، موضحة أنهم يدرسون أيضا مبادئ الشريعة الإسلامية مع آئمة مساجد من شيوخ الأزهر بشكل سرى، وليس فى إطار المؤسسة الأزهرية.
واعتبرت «دير شبيجل» أن معاهد ومراكز تعليم اللغات تتربح جيدا من تواجد هؤلاء الأوروبيين فى القاهرة، مضيفة أن معظمهم من «الأصوليين» نظراً لارتدائهم جلابيب قصيرة ومطلقى اللحية، فى حين أن النساء منهم يرتدين النقاب أو الحجاب.