أسْمَاء الله في أول آية
عندما أنزل الله القرآن أودع فيه براهين تدل الناس على أنه كتاب الله، كل بلغة عصره. وبما أن الملحدين اليوم لا يعترفون إلا بلغة الرقم، فإننا نقدم هذه المعجزة الرقمية وكيف تتجلى في أول آية من القرآن....
إن البارئ تبارك وتعالى أحكم بناء كتابة بشكل لا يمكن لأحدٍٍ أن يأتي بمثله، فرتب الحروف والكلمات بنظام رياضي عجيب وفريد. ومن أغرب الأنظمة الرياضية هو توزع حروف أسماء الله الحسنى (الله) و (الرَّحْمنِ) و (الرَّحِيمِ). وهذه أول أسماء لله وردت في كتاب الله تعالى.
إن فكرة هذه المقالة تعتمد على دراسة حروف هذه الأسماء في أول آية من كتاب الله وهي (بسم الله الرحمن الرحيم). والنتيجة ستكون أن توزع هذه الحروف قد جاء بتناسق محكم مع الرقم سبعة دائماً. والرقم سبعة هو أساس النظام الرقمي القرآني، وله دلالات كثيرة في الكون الحياة وأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام.
توزع حروف اسم (الله) في كلمات الآية
إن المعجزة تعتمد على عدّ حروف اسم (الله) في كل كلمة. إذن لا نعدّ كل حروف الآية بل نعدّ فقط ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء، أي حروف لفظ الجلالة (الله). لنكتب كلمات الآية الأولى من القرآن (بسم الله الرحمن الرحيم) ونستخرج من كل كلمة ما تحويه من حروف الألف واللام والهاء (حروف اسم الله):
كلمة (بِسْمِ) عدد حروف الألف واللام والهاء فيها هو 0
كلمة (اللهِ) عدد حروف الألف واللام والهاء فيها هو 4
كلمة (الرَّحْمنِ) عدد حروف الألف واللام والهاء فيها هو 2
كلمة (الرَّحِيمِ) عدد حروف الألف واللام والهاء فيها هو 2
إذن نحن أمام سلسلة من الأرقام هي: 0 – 4 – 2 - 2 كل رقم يمثل ما تحويه كل كلمة من حروف اسم (الله) سبحانه وتعالى. ولذلك نعيد كتابة الآية مع الأرقام الجديدة التي تمثل توزع اسم (الله) في كلماتها:
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
0 4 2 2
عندما نقوم بصف هذه الأرقام يتشكل لدينا العدد 2240، إن العدد 2240 ألفان ومئتان وأربعون هو عدد يقبل القسمة على سبعة من دون باق، أي هو من مضاعفات السبعة فهو يساوي:
2240 = 7 × 320
إن الذي يبحث في كتاب الله عن اسم (الرَّحْمنِ) غالباً ما يرد في مواضع الشدة ومواضع التنْزيه لله تعالى، مثل: (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً) [مريم: 92]. بينما نجد اسم (الرَّحِيمِ) غالباً ما يرد في مواضع الرحمة والمغفرة والتوبة، مثلا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ) [الزمر: 53].
إذن نحن أمام صفتين متعاكستين من حيث الدلالة اللغوية والبلاغية، والسؤال: ماذا عن النظام الرقمي لهاتين الكلمتين؟ وهل من الممكن أن نجد تعاكساً رقمياً يتفق مع التعاكس اللغوي؟ هذا ما سوف نشاهده فعلاً من خلال دراسة توزع حروف هذين الاسمين الكريمين على كلمات الآية، لذا نجد أن الأعداد الناتجة تقبل القسمة على سبعة باتجاهين متعاكسين!!
1- توزع حروف اسم (الرَّحْمنِ):
لنكتب آية البسملة وتحت كل كلمة ما تحويه هذه الكلمة من حروف (الرَّحْمنِ) سبحانه وتعالى، أي ما تحويه كل كلمة من الحروف: أي : "ا ل ر ح م ن":
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1 3 6 5
توزع حروف (الرَّحْمنِ) في الآية يمثله العدد 5631 معكوس هذا العدد هو 1365 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
1365 = 7 × 195
2- توزع حروف اسم (الرَّحِيمِ): الآن نكتب الآية وتحت كل كلمة ما تحويه من حروف (الرَّحِيمِ) أي ما تحويه كل كلمة من الحروف: "ا ل ر ح ي م":
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1 3 5 6
توزع حروف (الرَّحِيمِ) في الآية ويمثله العدد 6531 من مضاعفات السبعة أيضاً:
6531 = 7 × 933
نعيد كتابة الحقائق الرقمية لتوزع حروف أسماء الله تبارك وتعالى والواردة في أول آية من كتاب الله تعالى ونتأمل:
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تـوزع حـروف (الله) 0 4 2 2
توزع حروف (الرَّحْمنِ) 1 3 6 5
توزع حروف (الرَّحِيمِ) 1 3 5 6
إن العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الله) من مضاعفات السبعة باتجاه اليمين، أما العدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الرَّحْمنِ) فهو من مضاعفات السبعة باتجاه اليسار، والعدد الذي يمثل توزع حروف اسم (الرَّحِيمِ) من مضاعفات الرقم سبعة باتجاه اليمين. إذن نحن أمام اتجاهات متعاكسة (يمين – يسار - يمين): وهذه الاتجاهات تدل على أنه لا مصادفة في كتاب الله تعالى، وأن هذا النظام المبهر ليس من صنع بشر.
إذن النظام المُحكَم ينطق بالحق، فقد انعكس اتجاه القراءة للأرقام عندما انعكس المعنى! وهذه النتيجة الرقمية تثبت أن في كتاب الله اتجاهين لقراءة الأعداد بما يتناسب مع معنى النص القرآني، فهل هذه هي المثاني التي تحدث عنها البيان الإلهي؟
قد يكون هذا النظام أحد جوانب المثاني في القرآن، يقول تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23], والله تعالى أعلم.
إذا ما تأملنا هذه الاتجاهات وكيف انضبطت مع الرقم سبعة، نتساءل: هل هي المصادفة التي جعلت أول جملة في كتاب الله تحوي ثلاثة أسماء لله؟ وهل المصادفة هي التي جعلت حروف كل اسم من هذه الأسماء الثلاثة يتوزع على كلمات الآية بنظام سباعي؟ وهل المصادفة علمت بأن صفة (الرَّحْمنِ) تعاكس صفة (الرَّحِيمِ) فجعلت الأرقام متعاكسة؟ آمنا به كلٌ من عند ربنا...