كثر عدد الاذاعات المصرية, ولم نعد نفرق بينها, فكلها طبل وزمر وأغنيات. أما الأغنيات فهم يحشرونها حتي في الأحاديث الجادة لمجرد ذكر كلمة.. وبسرعة تجئ أغنية فيها هذه الكلمة, وينقطع سيل الكلام..
ويوم أعلنا عن( إذاعة مصر) كبرنامج جديد له ملامح جادة: أخبار والتعليق عليها والاتصال بالمراسلين وبمصادرها, فرحنا والله.
شيء غريب في المزاج المصري, انهم لا يطيقون أن يتكلموا بصورة جادة إلا دقائق, وبعد الدقائق لابد من الأغاني المكررة المملة السخيفة.. وليس أسخف من الأغاني إلا الذين يقدمون هذه البرامج. فالبرنامج صورة من أذواقهم وميلهم إلي الهلس..
ولم يبق في كل الاذاعات من له شخصية متميزة: إلا إذاعة الشرق الأوسط وإذاعة القرآن الكريم, وإذاعة الشرق الأوسط, فهي سريعة خفيفة ظريفة مرحة. وهي صورة لن تتكرر, إذا كنا حريصين علي أن تكون لنا شخصية مستقلة.
اما إذاعة القرآن الكريم فهي شديدة التميز: قرآن وشرح وتلاوة وتعليق علي ذلك, وتحتاج إذاعة القرآن الكريم إلي شيء من الفن الإذاعي.. فيقال للمتحدثين الا تسرفوا في المقدمات, وأن يفرقوا بين الكلام في الميكروفون والخطب علي المنابر. وأن يكونوا علي مسافة من الميكروفون, وان يخفضوا أصواتهم, وأن تقلل إذاعة القرآن الكريم من الابتهالات التي تجعل هذه الاذاعة تنحدر فنيا وتكون مثل بقية الاذاعات.
وهناك غلطة وقعت فيها كل الإذاعات, وهي تصورهم بأننا مللنا الكلام ونريد الغناء, والحقيقة أننا طلبنا الغناء ونريد الكلام, ولذلك كانت إذاعة القرآن الكريم أمتع وأكثر احتراما, فهي كلام عظيم ومتعة في الاستماع إلي التراتيل والشرح المفيد
!
ميتوو الفريق الاداري
عدد المساهمات : 185 النشاط : 28058 تاريخ التسجيل : 09/09/2009 العمر : 38