موضوع: ذنب واقع فيه الكثير الأحد يناير 10, 2010 2:59 am
من كتيِّب(رحلة إلى السماء) للشيخ الدكتور محمد العريفي نقلته عيناي وكتبته اناملي من الكتاب مباشرة ******************** طبعا هذه القصة يرويها لنا الشيخ العريفي ********************** كنت في رحلة إلى محافظة القريات في شمال المملكة وبعدما انتهيت من المحاضرات سافرت جنوبا إلى سكاكا الجوف وكانت محاضرة بعنوان ( ألحان وأشجان حول الغناء) وبها جاءني شخص متأثرا معه ولد عمره 11 سنة قال لي ياشيخ:في طريق مجيئ من القريات معي ولدي هذا ..مررت أثناء الطريق بحادث مروع..سيارة جيب كان فيها اثنان من الشباب قادمان من.....!!انقلبت السيارة بهم عدة مرات حتى تطايروا من خلال النوافذ..وتبعثر عفشهم وتمزقت ملابسهم ..كنت أول من وقف عليهم..اتصلت بالإسعاف ..فورا في الحقيقة لم تكن أول مرة أرى فيها حادث سيارة بل ولاموتى ..تعودت على رؤية هذه المناظر منذ زمن..أقبلت أنظر إليهم ..من أول وهلة تنظر فيها إلى ملابسهم...وقصات شعورهم..تعرف يقينا لماذا كانوا هنا..لاحول ولاقوة إلا بالله..عفا الله عنا وعنهم المهم توجهت مسرعا إليهما أحاول إنقاذ ما أستطيع إنقاذه أما الأول فكان منكبا على الأرض قد تمرغ وجهه في التراب..لايزال جسمه حارا..لاأدري هل مات أم لا تمزق بنطاله وقميصه..والغبار قد اختلط بالدماء التي صبغت ثيابه حتى أصابع يديه لم تسلم من جروح ودماء ...قلبته على ظهره ..فإذا لحم وجهه قد تمزق حتى لاتكاد ترى شيئا من ملامحه إلا شعرات يسيرة من شاربه..ناديته.. حركته فإذا هو قد قضى ..أسرعت إلى الثاني ..فإذا هو على وجهه أيضا والأرض حوله مليئة بالدماء ..وثيابه حمراء ..وعظامه بارزة ..ويبدوأن الضربة الكبرى كانت على رأسه ..فقد انشقت جمجمته..وخرج مخه من خلالها..لم أتحمل النظر ...انتبهت ان ولدي معي التفت انظر إليه فإذا هو يبحلق بعينيه مشدودا ..حاولت الوقوف بينه وبين الجثة لئلا يراها..
نظرت إلى الاغراض المبعثرة حول جثته فإذا جواز سفر ومحفظة نقود وعلبة دخان..كل هذا لم يشدني فلم اكن انتظر ان ارى مصحفا وسواكا التفت جهة راسه ..فإذا شريط واقع على الأرض ليس بينه وبين رأسه إلا شبر واحد ..خفضت رأسي أنظر إلى اسم الشريط فإذا قطعة من المخ قد وقعت على الشريط وغطت اسمه .. تحاملت على نفسي ورفعت الشريط بيدي انظر إليه ثم تناولت حجرا من الأرض مسحت به المخ المتلطخ على الشريط .. فإذا هو شريط غناء بعنوان اغني في حبك لاحظت أن بكرة الشريط مسحوبة إلى خارجه .. وإذا خيط الشريط منطلق إلى الخارج وكأنه لايزال متصلا بشئ التفت انظر أين يصل ؟ فإذا بي أرى مسجل السيارة واقعا على الأرض .. وقد خرج من مكان في السيارة مع قوة الحادث ..يبعث احدكم على مامات عليه ..ماعلينا .. بدأ الناس يكثرون حولنا ووصل الإسعاف كشف الطبيب عليهما في عجل ....غطاهما بملاءة بيضاء أيقنت عندها أن أرواحهما قد صعدت إلى السماء ..لاأدري هل تفتح لها أبواب السماء .. وتبشر بروح وريحان .. أم تخر من السماء فتخطفها الطيرأم تهوي بها في الريح في مكان سحيق ..بدأ سائق الإسعاف في حمل الجثتين وبدأت أجمع أغراضهما المبعثرة ..هذه محفظة ..وهذه ساعة ..وتلك كاميرا ..أخذت أجمع في كيس معي ..في اثناء ذلك وقع في يدي ظرف مغلق ..قد انشق طرفه مع وقوعه على الارض..مكتوب عليه يصل إلى يد ابي محمد !!وبعدها كلمات لاأرغب في ذكرها.. نظرت إلى داخله فإذا مجموعة كبيرة من الصور ..أخرجتها فإذا هي أكثر من خمسين صورة لنساء عرايا...حاولت أن أخفيها عن الناس ..لئلا يفتضح الشابان ..دافعت عبراتي ..قلت ..هذه فضيحة الدنيا بين عدد قليل لايعرفهما ...فكيف بهما في فضيحة الآخرة ..عند الأولين والآخرين ..مع اشتداد الرعب ..وكثرة الفزع ..وتطاير الصحف .. ماضرهما لو أطاعا الله فما كلفهما شططا .. إقامة خمس صلوات..وفعل الواجبات .. وترك المحرمات..وليس في ذلك مشقة فالمحرمات اشياء معدودات..ماضر العبد لو تركها طاعة للملك ليحبه ويدخله جنته