هو واحد من أساطير هوليوود، ولكن حياته مرت خاطفة كالبرق بعدما ظل لسنوات موضع جنون الشباب بتأنقه ووسامته وتصفيفة شعره المميزة، وهو القائل «يسألونى: إلى أين تذهب؟ وأنا أجهل ذلك، ولكننى أمضى»، وهى عبارة تتسق تماماً وسيرة حياته القصيرة حتى إنه فى آخر لقاء تليفزيونى معه قال للمشاهدين وهو ينظر إلى الكاميرا: «حافظوا على أرواح غيركم فقد تنقذون بذلك حياتى».
كانت تلك إجابته عن سؤال المحاور عن كلمة يوجهها لأولئك الشباب الذين بدوا وكأنهم لا يكترثون بها بقدر اهتمامهم بنجوميته ووسامته، فكانت مفارقة القدر فى أن يلقى جيمس دين حتفه فى حادث سير على طريق سريع أثناء توجهه للمشاركة فى سباق للسيارات فى سالنياس بكاليفورنيا فى «مثل هذا اليوم ٣٠ سبتمبر من عام ١٩٥٥» عن ٢٤ عاماً بسيارته البورش الفضية، التى اشتراها عقب افتتاح فيلمه «شرقى عدن»،
وهكذا وقبل أن يتم عامه الرابع والعشرين رحل ولم يشهد من نجاحه الشخصى غير افتتاح فيلمه «شرقى عدن»، فقد قضى نحبه قبل شهر من عرض فيلمه الثانى «ثائر بلا قضية» وقبل سنة من إطلاق فيلمه «عملاق»، وعلى إثر مصرعه هرول المهوسون به لاقتناء متعلقاته بما فيها حطام سيارته.
هذا هو جيمس دين نجم هوليوود والمولود فى ٨ فبراير عام ١٩٣١ فى مدينة فرمونت فى أمريكا، وكان الفتى المدلل لأمه التى ماتت بمرض السرطان وتركته وهو دون العاشرة من عمره فيحتضنه عمه فيعمل كساراً للثلوج وبحاراً ثم لاعب كرة سلة ثم بطلاً لسباق السيارات وبعد ذلك يقرر السفر إلى هوليوود إلا أن هوليوود لم تستقبله بالأحضان فأسندت إليه أدوار مساعدة،
فيجرب حظه فى المسرح فشارك فى «انظر للفهد» و»اللاأخلاقى» إلى أن حصل على فرصته الذهبية ليمثل فى فيلم «شرقى عدن» للمخرج العالمى الكبير إيليا كازان، الذى حقق نجاحاً كبيراً ورشح للفوز بجائزة من خلال هذا الفيلم،
ثم يمثل فى فيلمه الثانى «تمرد بلا سبب» للمخرج نيكولاس راى، الذى وقف فيه أمام الممثلة الكبيرة ناتالى وود، والذى زاد من نجوميته كثيراً ثم فيلمه الثالث والأخير «العملاق» للمخرج جورج ستيفنس، إلا أنه لم يستطع إكمال تصوير الفيلم، وقد وقف فى هذا الفيلم أمام اثنين من العمالقة، وهما إليزابيث تيلور ورورك هدسون، ورغم أنه لم يقدم سوى ثلاثة أفلام فإنه استطاع أن يصبح رمزاً لشباب التمرد وفتى أحلام العديد من المعجبات وأسطورة هوليوود الخالدة