تفاصيل أزمة بث مباريات مونديال الشباب

تفاصيل أزمة بث مباريات مونديال الشباب

ذهل العديد من مشجعي كرة القدم في مصر عقب علمهم بالأخبار التي أكدت عدم مقدرة التلفزيون المصري من إذاعة مباريات كأس العالم الشباب والتي ستستضيفها مصر في الفترة ما بين 24 سبتمبر الجاري وحتى 16 أكتوبر القادم. هل صحيح أن التلفزيون المصري لن ينقل مباريات مونديال الشباب علي قنواته الأرضية؟ ما الذي حدث حتي يتخذ مثل هذا القرار؟ ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت الازمة تصل إلي هذا المدى؟ هل يمكن حل المشكلة في الأيام القليلة المتبقية علي انطلاق المونديال المصغر؟ أسئلة عديدة تدور بأذهان المهتمين بكرة القدم في مصر. ورغبة منه في توضيح الصورة كاملة، توجه Yallakora.com بمجمل هذه الأسئلة إلي الأستاذ مصطفي جمعة مساعد رئيس شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART) والمفوض الرسمي من قبل الشبكة في ملف بث مباريات مونديال الشباب من اجل أن تتضح الصورة كاملة لمحبي كرة القدم في مصر. وستكون دفة الحديث متروكة بشكل كامل للأستاذ مصطفي جمعة حتى يوضح بداية الأزمة والي أي مدي وصلت لجميع زوار Yallakora.com : " في البداية، يجب توضيح حقيقة غائبة عن البعض وهي ان شبكة ايه ار تي حصلت علي حقوق بث بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" منذ عام 2002 وحتي عام 2014 وهذه البطولات متضمنة جميع بطولات كرة القدم لجميع الفئات السنة سواء ناشئين او شباب او كبار بالإضافة الي كرة القدم الشاطئية وكرة القدم للصالات وكأس العالم للأندية. ويفهم من ذلك اننا لم نكن علي علم بالدولة المنظمة لمونديال الشباب 2009 أو حتى مونديال الكبار 2010 لأننا نشتري الحدث آيا كان مكان إقامته." " عندما تحصل أي دولة علي شرف تنظيم مونديال الشباب، يتم توقيع عقود رسمية بين الفيفا وحكومة الدولة المنظمة وهذه العقود تشمل العديد من النقاط من بينها حقوق الانتاج والبث التلفزيوني وبالطبع وقعت الحكومة المصرية علي هذه العقود، الامر الذي يعني موافقتها علي بنود الفيفا في تنظيم مثل هذه التظاهرات الكبري." " بعد سنة تقريبا، فوجئ الفيفا برفض التلفزيون المصري لبند من بنود التعاقد وهو الخاص بأحقية الإنتاج والبث التلفزيوني حيث طلب مسؤولي التلفزيون المصري ان يكون الأخير هو المسؤول عن انتاج وبث المباريات وليس الفيفا طبقا لمادة في القانون المصري تقول بان الاحداث الرياضية التي تقام داخل مصر تعتبر حق اصيل للتفلزيون." " بالطبع لم يكن هذا الأمر منطقيا بالنسبة لمسؤولي الفيفا حيث ان مبررات التلفزيون قد تنطبق علي البطولات المحلية التي تنظمها الاتحادات الرياضية داخل مصر ولكنها لن تنطبق علي البطولات الدولية والتي تستفيد منها العديد من دول العالم." " بالاضافة الي ذلك، دائما ما يضع الفيفا معايير خاصة لتقنية بث مباريات البطولات التي ينظمها وبالنسبة لمونديال الشباب كانت معايير الفيفا تنص علي وجود اربع سيارات للنقل التلفزي بتقنية (HD) وان تكون هذه السيارات مزودة بـ16 كاميرا. ويجب ان تكون هذه المعايير منطبقة علي كل المحافظات التي ستسضيف مباريات البطولة." " ابلغنا التلفزيون المصري بانه لا يمتلك كل هذه الامكانيات حيث ان كل ما لدية سيارة واحدة لتقنية (HD) ومزودة فقط بـ8 كاميرات. ومن ثم، طلب مسؤولو التلفزيون أن ينقلوا البطولة بتقنياتهم الخاصة، وهو أمر رفضه مسؤولو الفيفا بشكل قاطع حيث ان تقنية البث التي ستخرج من مصر لن تتناسب مع تقنيات البث في الدول الأوروبية مثلا لأنها لن تتلاءم معها." " بعد ذلك، عقدنا نحن ايه ار تي جلسة رسمية مع المهندس هاني ابوريدة رئيس اللجنة المنظمة للبطولة والذي ابلغنا بان أهم شيء بالنسبة له أن يذيع التلفزيون المصري مباريات البطولة علي القنوات الأرضية. وافقنا علي طلب ابوريدة وعرضنا منح مباريات البطولة كلها (52 مباراة) مجانا للبث الأرضي، كما اننا سنمد التلفزيون بالمعدات الجديدة التي تتناسب مع معايير الفيفا مقابل سعر اقل مما سيحصل عليه التلفزيون من شركات البث الخاصة خاصة واننا حصلنا منذ عامين علي موافقة رسمية من الفيفا بأن جميع معدات النقل في ايه ارتي متوافقة مع معاييره." " ولتوضيح الأمر أكثر، عندما لا يملك تلفزيون تابع لدولة معدات تتماشي مع معايير الفيفا فانه يتجه لأحدي شركات البث الخاصة ليستأجر منها المعدات لنقل البطولة، وهذا الامر حدث في مصر عندما استضافت كأس الأمم الإفريقية عام 2006 وتم حينها استئجار المعدات من احدي الشركات الاسبانية الشهيرة." " وصلنا إلي اتفاق مبدئي ينص بان يسند الفيفا بث المباريات الي الشركة الاسبانية التي نقلت كأس الامم 2006 علي ان يتحمل التلفزيون المصري تكاليف الشركة مقابل الحصول علي حقوق بث المباريات كلها مجانا ووافق المهندس هاني ابوريدة علي الاتفاق من حيث المبدأ وسألنا عن التكلفة التي سنطلبها من اجل تأجير المعدات، جاوبناه بان يحصل التلفزيون المصري أولا علي افضل 3 عروض من الشركات الاوروبية ثم يأتي الينا لنعطيه تخفيض 20% علي اقل عرض سيتم الاستقرار عليه." " طلب المهندس ابوريدة وقتا لعرض الامر علي التلفزيون وانهاء الامور الإدارية وتم تحديد مدة 3 شهور لإنهاء الامر ولكن الـ3 شهور مروا بدون ادني رد من الجانب المصري." " من جهتنا كايه ار تي، وجدنا ان الوقت يمر بدون أي جديد ولم يتحرك احد لفعل شيء من اجل المعدات الجديدة، وعلي ذلك رجعنا إلي الفيفا الجهة التي اشترينا منها حقوق بث البطولة وأبلغناه باننا لم نصل الي اتفاق مع التلفزيون المصري وعلي ذلك، قرر الفيفا ان يتحمل هو كافة تكاليف المعدات الجديدة والتي بلغت (4 مليون دولار) ومنح البث الي نفس الشركة الاسبانية التي تولت نقل كأس الامم الافريقية عام 2006، ولكن اذا اراد الان التلفزيون المصري الحصول علي حقوق بث المباريات فسيكون عليها شرائها مباشرة من ايه ار تي." " تم ابلاغ الجانب المصري بالقرار، وبعدما أثير الامر اعلاميا تم رفع القضية برمتها الي الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء الذي بدور كلف المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضية بايجاد حل للمشكلة حتي يتسني نقل مباريات البطولة ارضيا." " سيتم عقد اجتماع رسمي يوم الأربعاء 17 سبتمبر يحضره كل من اللجنة المنظمة للبطولة والفيفا وايه ار تي من اجل الوصول إلي حل يضمن لكل الأطراف المعنية حقوقها." " أريد فقط أن انهي كلامي، بان ما يحزننا نحن كمسؤولين في ايه ار تي هو استخدام البعض لشماعة ان راديو وتلفزيون العرب يحرم المشاهد المصري من حقوقه من اجل الاحتكار، ويتم استخدام هذه الشماعة للتغطية علي الأخطاء الإدارية التي نراها ترتكب أمامنا وتريد أن تضيع علينا حقوقنا التي تنص عليها العقود الرسمية."